الخميس، 6 يونيو 2013

آمان آمان آمان

أتذكر في أخر مرة رأيته فيه كان يتألم بشدة، شيئا فيه كان يتقطع لم استطع تحديد ما هيه هذا الشيء وقتها ولكني ادركت بعد سنوات عديدة ما الذي اصابه وقتها

--------------------------------

في محاولة جاهدة لإعادة الذاكرة، كنت طفلة، أمسكت بدميتي وخرجت في تلك الساحة التي تعج بالناس والموسيقى خارج البيت، انطلقت بين الناس بملابس النوم، كنت أراهم طوال القامة وكبار جدا خصوصا عندما ينحني أحدهم كي يلقي التحية، أكملت المشي بدون هدف بين الناس لا ادري لماذا، شيئا ما كان يجذبني لأتوجه الى الحديقة الخلفية، تركت الموسيقى والناس خلفي وتوجهت

وجدته هناك يجلس على السور واضعا كوعه على ركبتيه وساندا رأسه على كفيه، وقفت هناك كان صوت الموسيقى خافت خلفنا

تشنجات، الام، دموع، وجسم ينهال منه العرق، نوبات من البكاء، نوبات.. انسان يولد أمامي من جديد، جو غريب من التطهر الروحي الذي لم أفهمه الا فيما بعد

وجدت ربطة عنقه ملقاة على وقميصه الأبيض يكاد العرق يتساقط منه، لف رأسه في حركة دائرية، دموعه مملأت وجهه، في هدوء غريب توقف فجأة وسط ذهولي وابتسم.. ابتسم بين الدموع والعرق وربطة العنق الملقاة على الأرض وقميصه الأبيض المبتل وطفلة ممسكة بدميتها تنظر إليه بذهول أمسك بيدي وقال: لا تتخلي عن احلامك، لا تفقديها مع زحمة تلك الحياة لم افهم وقتها اطلاقا ما علاقة احلامي

أختفى بعد ذلك ولم أراه مجددا، لاحقا، أدركت أنه وقتها كان يستعيد أحلامه، يتحرر من ماضيه وقلقه وزحمة الحياة وضغوطها، استعاد نفسه وروحه وطهره وطفولته وبرائته وصفائه وقوته، تخلص من ضعفه والناس وحررته الموسيقى من هذا كله ليرع كما كان انسان بدون مقاييس، بدون ربطان عنق ويترك خلفه فتاة تشهد مولد روحه الطاهرة

زينب محمد الحبيبي

رسالة ماتيلدا الأخيرة إلى انطوان

حبيبي، سأذهب قبل أن تذهب أنت.. سأذهب قبل أن تمت رغبتك وشغفك، حينها ستبقى العاطفة فقط، وأعلم أنها لن ت...