الأحد، 24 أغسطس 2014

فيلم أرض الأحلام - داوود عبد السيد








انا مش قادرة اوصف حبي للفيلم دة..
من سنة تقريبا شفت الفيلم دة ومن اسبوع قررت اشوفه تاني، انا تابعته بنفس الشغف والتأمل، بس انا مكتبتش عن مشاعري تجاهه قبل كدة
يوجد حرق للأحداث
بداية رحلة نرجس اللي بتبدأ من ساعة ما بنشوفها قدام المراية بتحط الباروكة وتجري تركب العربية وتحاول تطلع من الركنة وهي بتخبط في العربيات اللي قدامها واللي وراها وبتروح بإرتباك للسفارة عشان تتابع اجراءات السفر..
 نرجس بتستعد للسفر بأنها تزور أصحابها وأمها عشان تستعيد الذكريات، زيارتها دي بتبين قد ايه هي هتفقتدهم جدا وان رغبتها في السفر تساوي صفر..
 الرحلة الجنونية اللي بتبدأ من ساعة ما نرجس بتصحى من النوم وتكتسف انها مش فاكرة هي حاطة جواز سفرها فين وتبدأ تدور عليه بهرجلة وتروح في الأماكن اللي هي راحتها امبارح عشان تدور عليه..
طبعا خلال الرحلة نرجس بتلتقي بالساحر اللي بيكون له دور كبير في التأثير عليها.. نرجس تعبت، وقابلت ناس كتير، وتعرضت لمواقف صعبة، في المشهد اللي نرجس بتروح فيه لمجموعة ناس بيكشفولها عن حظها او المستقبل بيقولولها فيه "مش مهم انتِ عايزة ايه، المهم انتِ محتاجة ايه النهاردة، هو دة المهم" "الساعة 6 هتتغير كل حياتك" "هتعملي حاجات عمرك ما عملتيها" "انتِ تعبانة حيرانة، بتدوري علي حاجة مهمة جدا ضايعة منك مش لاقياها، ومنتيش عارفة ان الأهم ضايع منك، وانتي ما بتحاوليش تدوي عليه من سنين، وانتي النهاردة هتلاقيها" نرجس افتكرت انهم بيتكلموا عن جواز السفر، بس اصلا لو بصينا هنلاقي ان جواز السفر لا يعني شيء لنرجس، مش بالأهمية اللي هي باذلة مجهود عشانه، هي بس خايفة من عيالها، خايفة انهم يلوموها، الأهم من جواز السفر هي رحلتها دي اللي هتلاقي فيها نفسها اللي هي فعلا مهمة بس هي مش واخدة بالها منها، وهتحدد من خلالها رغبتها وتكون في الأخر قادرة انها تاخد قرار قوي وتقول انها مش عايزة تسافر، قرار فعلا هي عايزاه، حاجة نابعة منها، مش عشان حد او عشان حد قالها كدة.. نرجس طول عمرها مكنتش قادرة تاخد قرار وعلى رأي مامتها "كان اللي يتقالها تقول عليه حاضر، عمرها ما قالت لا" في اخر اليوم لما معاد الطيارة مكنش فاضل عليه كتير لما نرجس راحت لبيت ابنها وسمعت بالصدفة مراته وهي بتزعق نرجس دي كانت نقطة النهاية بالنسبالها، راحت البيت وكان مش هاممها حاجة، وفجأة بتبص تحت رجليها لقت الجواز !! نرجس لقت الجواز لما كان خلاص مش هاممها اصلا انها تلاقيه ولا كانت خلاص عايزة تسافر.. الضحك والبكاء في المشهد دة هو لحظة الإنتصار، لحظة القوة، اللحظة اللي نرجس بتقرر فيها فعلا هي عايزة ايه ، والتعب دة كله والرحلة كان لها تأثير على نرجس وغير حاجة في شخصيتها..
نرجس من كلامها
"أنا مكنش عندي أحلام، أنا اتجوزت وخلفت، والراجل مات وقعدت أكبر في العيال، دانا ساعات كنت أسمعكوا تقولوا احنا سهرنا للصبح، ياما كان نفسي اعمل الحكاية دي اسهر للصبح، انما بصيت لقيت الوقت فات كدة ومسهرتش للصبح، ومبقاش فيه وقت لحاجة بقا"
باين انها انسانة كانت طول الوقت بتحاول ترضي اللي حواليها، بتحاول تخلي الحياة سهلة وتمشي، عمرها ما سهرت ولا عمر كان ليها احلام معينة عشان تحدد بيها حياتها ولا تعرقل بيها حياة اللي حواليها، كانت سهلة وبسيطة وسلسلة واتجوزت وربت العيال
فيه نقطة مهمة جدا، نرجس من بداية الفيلم و في خلال رحلتها لغاية أخر بتمربتغيير في نظري مهم جدا ! في اول الفيلم كانت رافضة تماما تنزل من غير باروكة، وفي نص الرحلة الصعبة المرهقة دي لما باروكتها اتبلت بسبب المطر قلعتها بس استبدليتها بإيشارب صغير وفي الأخر خالص قلعت الايشارب كمان ومشيت بشعرها الطبيعي، ومبقتش خايفة، انا دة من رأيي تغير مهم جدا بيبين تغير في شخصيتها او طريقة تفكيرها.. نرجس اصبحت اكثر بساطة يمكن؟؟ او مبقاش يهمها الناس بيشوفوها ازاي؟؟ مبقتش مرتبكة ومستعجلة وبتخبط في العربيات؟
نرجس انتقلت من مرحلة التزمت لمرحلة مرورا بمرحلة البهدلة وصوصلا للنهاية خالص لما هدأت وعرفت تاخد قرار ببساطة وتخلصت من الكلاكيع وسابت البيت ومشيت وقررت انها متسافرش رغم انها كانت عارفة ان عيالها كانوا هيجوا ياخدوها للمطار.
 الفيلم ممتع لأخر لحظة بتكتشف فيها ان نرجس مش هتسافر

انا في رأيي ان كل انسان محتاج رحلة زي بتاعة نرجس، رحلة مختلفة عن حياته العادية تقدر تكشفله هو ايه وعايز ايه ومين اللي حواليه
نرجس لقت الجواز وقررت انها متسافرش، رغم انها بقرارها عارفة انها هتعرقل امور ابنائها بس هي قررت انها تعيش في المكان اللي حباه مهما كانت الظروف
انا بحب داوود عبد السيد.. بحب عبقريته في اظهار الشخصيات بعيوبها ومميزتها
فاتن حمامة ويحيى الفخراني اتقنوا ادوارهم.
انا بحب الفيلم دة جدا بطريقة مميزة عن باقي الأفلام، الفيلم دة دائما ما يتركني في حالة من التفكير الغريب الذي يبقى في فكري لأيام عديدة

زينب

رسالة ماتيلدا الأخيرة إلى انطوان

حبيبي، سأذهب قبل أن تذهب أنت.. سأذهب قبل أن تمت رغبتك وشغفك، حينها ستبقى العاطفة فقط، وأعلم أنها لن ت...