الخميس، 8 نوفمبر 2018

رسالة ماتيلدا الأخيرة إلى انطوان



حبيبي، سأذهب قبل أن تذهب أنت.. سأذهب قبل أن تمت رغبتك وشغفك، حينها ستبقى العاطفة فقط، وأعلم أنها لن تكون كافية لوحدها.. سأذهب قبل أن أًصبح تعيسة. سأذهب حاملة معي ذكرى عناقنا، ورائحتك، ونظراتك ومذاق قبلاتك.. سأذهب وأحتفظ بذكرى أحلى سنوات حياتي، تلك التي قضيتها معك. ها أنا أقبلك الآن برفق شديد حتى شعرت أنني أموت من فرط هذا اللين. طالما أحببتك، أحببتك أنت فقط. سأذهب كي لا تنساني..
ماتيلدا

الأربعاء، 7 نوفمبر 2018

الحب والخيانة والإنسان الذي بينهما



















كلما تقدمت في العمر أيقنت أن النفس الإنسانية مركبة ومعقدة خصوصًا عندما يتعلق الأمر بالعواطف والحب والغيرة والمشاعر المتخبطة. شخصية “غيث” في مسلسل “لو” شديدة التعقيد. إن الحب الذي يمتلكه جعل منه انسانًا حائرًا بين عاطفته نحو زوجته -التي خانته- وكرهه لها وغيرته عليها. إنه الانسان حين يتمنى أن يصبح قادرًا على الكره الكامل أو الغفران الكامل. إنه يتمنى لو تستطيع أن تعترف له بخيانتها حتى يرتاح ولكنه لا يريدها أن تعترف حتى لا يرى في عينيها الحرج والانكسار، هناك حالة ما من الحب هنا غريبة، أنه يتألم وينزف ولكنه يفضل أن يمتد ألمه أكثر من أن يرى في عينيها ما قد يخجلها.
إن حالة الألم التي وصل إليها غيث غير قابلة للوصف، حالة عبارة عن مزيج من الضغوطات الاجتماعية والمشاعر الإنسانية يمكن أن توصف بحالة “التورط” على حد تعبيره. حالة من التورط بين مبادئه وما ارتكبته زوجته. الخيانة خطيئة لا مبرر لها، إنه يشعر أن جميع من في الشارع يعلم ما ارتكبته زوجته ليلى وأن عليه أن يمشي في الشوارع دفاعًا عنها وعن سمعتها، وكأنه يرفض ما قد يظنه الآخرون بها ويرفض أن يتكون لديهم صورة تنافي المبادئ والأخلاق عنها. حالة غريبة من أن يرفض الإنسان الخطيئة ولكنه يصر على الدفاع عن مرتكبها حتى لو بقلبه، حالة مربكة ومشتتة تعري الإنسان وتجعله يتساءل عن مصداقية مبادئه. إن المواجهة بحقيقة خيانتها كانت في حد ذاتها صعبة جدًا لأسباب عديدة ومنها أنه لا يريد أن يرى في عينيها الخذلان والخجل ولأنه يخاف على صحتها من التدهور بسبب مرضها، لأنه لا يريد أن تعرف ابنتهما أمها يومًا بشكل أو أخر بتلك القصة وتشوه صورة أمها. إنه ضائع وفي حيرة واضحة من أمره..
 إنه يضع نفسه أمام الخيار الأصعب لمعرفة الحقيقة وهو أن يعرف كل شيء بنفسه محاولًا ألا يلفت انتباهها.. ومع كل هذا التخبط يصر ألا يعكر صفو أيامها ويصر على جعل أيام مرضها كأيام صحتها واضعًا على نفسه حمل ثقيل جدًا. إن غيث عاجز عن إظهار مشاعر الغضب والحزن والقهر التي يشعر بها، إنه لا يظهر عكس ما يبطنه فقط لأنه يريد أن يحافظ على مشاعرها ولكنه يفعل ذلك لأنه بالفعل يحبها، وقد تفلت منه احيانًا ردود تعبر عن غضب مكبوت فيعاتب نفسه ويخجل ويحزن حزنًا عميقًا على رده الغاضب وانفعاله، إنه يتألم بصدق ويكره أن يتعامل معها بشكل ينافي الحب، إنه يحبها ويريد أن يظهر لها حبه ويعجز عن فعل عكس ذلك رغم ما ارتكبته، وفي نفس الوقت إنه يريد أن يعبر عن غضبه وحزنه لخيانتها له ولكنه لا يستطيع.. لا يستطيع أن يغضب منها.. عاجز أمام عينيها ومضطر أن يبتلع ما تبقى من كرامته.. ويخاف أن تشعر هي بشكه فيها أو أن يلمح في عينيها حزن وخوف، ويخاف أن تنقلب المحبة التي يحملها في قلبه إلى كره في يوم ما، يخاف عليها من نفسه ويكره أن يكرهها في يوم ما.. إنه عاجز عن مصارحتها لأنه يحبها.. ويعترف لها في إحدى المرات وهي في غيبوبة أنه يحبها رغم كل ما فعلته.. الحب معقد جدًا، يتنافى مع المنطق الذي يحتم أن 1+1= 2.. كيف يمكن للحب أن يصمد بين كل هذه الخطايا؟ كيف ولماذا يتعرقل الحب ويخفت ويتلاشى ويتوقف بين المتحابين بينما يصمد هنا ويرفض أن يتزحزح بينما هو محاط بكل الأسلحة التي تهدد بقتله وتجعله قابل للسقوط.
زينب الحبيبي


رسالة ماتيلدا الأخيرة إلى انطوان

حبيبي، سأذهب قبل أن تذهب أنت.. سأذهب قبل أن تمت رغبتك وشغفك، حينها ستبقى العاطفة فقط، وأعلم أنها لن ت...